سليم الأول ونهاية حكم المماليك في مصر
مابعد سقوط الدولة الصفوية:
بدأ النزاع بين الدولة العثمانيه تحت حكم السلطان سليم الأول وبين دولة المماليك وكان هناك الكثير من الأسباب لبدأ النزاع منها : الصراع علي الحدود بين الدولتين وإيواء المماليك لأمراء عثمانيين فارين من السلطنة العثمانيه وكذلك موقف المماليك من الصفويين واستغاثة أهل الشام بالعثمانيين للتخلص من ظلم المماليك حيث أرسلوا في رسالة من علماء وفقهاء وقضاة أهل الشام يطلبون فيها من سليم الأول تخليصهم من ظلم المماليك، كما أنهم عطلوا تطبيق الشريعة الاسلامية في حكم البلاد.
ولكن كان هناك أسباب أعمق للنزاع بين سليم والمماليك، ذلك بأن سليم كان يرغب كا يبدو في توحيد جميع السنية تحت تاجه، وأخذ المدينتين المقدستين (مكة و المدينة المنورة) من أيدي المماليك.
معركة مرج دابق:
أخذ سليم بالإستعداد لمحاربة المماليك بكل ما أوتي من قوه ولما عرف سلطان المماليك "قنصوه الغوري" بتأهب السلطان سليم لمحاربته، أرسل اليه رسولا يعرض عليه أن يتوسط لإبرام الصلح بينه وبين الفرس ولكن رفض السلطان سليم ذلك، فعلم قانصوه الغوري أنه لابد من الحرب فسار الي مدينه حلب علي رأس جيش كبير ليكون علي استعداد لملاقاة العثمانيين اذا قرروا أن يشنوا هجوما علي الشام، فما أن علم السلطان سليم بذلك حتي عقد ديوانه في القسطنطينية وقرروا إعلان الحرب علي المماليك بعد أن يوفدوا اليهم السفراء يفاوضونهم في الدخول تحت طاعة السلطان سليم، فأغلظ قنصوه الغوري معاملة السفراء العثمانيين وأهانهم فلم يكن بد من نشوب الحرب بعد هذه الحادثه، فسار السلطان سليم بجيشه الي بلاد الشام قاصدا مصر والقاهرة مقر حكم المماليك.
أرسل قنصوه الغوري لنائبه في الشام وأمره بجمع الجيوش من لبنان وسوريا وأن يسير لملاقاته في حلب فتجمع أمراء المماليك وساروا للقاء جيش العثمانيين.
تقابل الجيشان العثماني والمملوكي بالقرب من مدينة حلب في وادي مرج دابق ودرات معركة شديدة بين الفرقتين مالت فيها في البداية كفة المماليك بعدما أظهروا الكثير من الشجاعه والبساله في القتال، ولكن ذلك لم يدم طويلا بعدما تنازع أمراء المماليك فيما بينهم فإنفصل اثنان منهم وإنضما إلي قوات العثمانيين يقاتلون بجانبهم فرجحت كفة العثمانيين عندها، وكان لسلاح المدفعيه الذي عززه العثمانيين وأهمله المماليك أثر كبير في ذلك إنتصار العثمانيين، وقتل السلطان الغوري وإنسحب المماليك في 24 أغسطس عام 1516م، ودخل السلطان سليم بكل سهوله مدن دمشق وحمص وحماه وقابل من بها من العلماء فأحسن وفادتهم وفرق الانعامات علي المساجد وأمر بترميم المسجد الأموي ولما صلي به الجمعه دعا له الخطيب بلقب "حاكم الحرمين الشريفين" ولكن سليم فضل لقب "خادم الحرمين الشريفين"، وقام بعزل الامراء الذين ظلوا موالين للمماليك خلال معركة مرج دابق وبعدها فتحت الطريق أمامه الي مصر وفلسطين.
معركة الريدانية:
بعدما إنتصر السلطان سليم في سوريا وصل نبأ مقتل السلطان الغوري الي مصر، فانتخب "طومان باي" خلفا له، أرسل إليه السلطان سليم يعرض عليه الصلح بشرط إعترافه بسيادة "الباب العالي" علي "القطر المصري" فرفض طومان باي وقتل المبعوثين العثمانيين، وإستعد لملاقاة الجيوش عند الحدود، وبناء علي هذا عزم السلطان سليم علي قتال طومان باي فجهز جيشة بالمؤن لتساعده علي عبور صحراء مصر، وألتقت مقدمتا الجيشين علي حدود الشام حيث إنهزمت مقدمة المماليك وتابع العثمانيون زحفهم نحو مصر وفتحوا غزه في طريقهم وساروا عابرين صحراء سيناء، وكان طومان باي وجنوده معسكرين في الريدانية، وهي قرية صغيرة علي الطريق المؤدية للقاهرة فحفر خندقا طويلا علي الحدود الأماميه وجهز مدافعه وبنادقه وحاول شحذ هممه ومماليكه وقواته ولكن دون فائده فقد جبن كثير منهم عن اللقاء، وحاول طومان باي ان يحث جنوده علي مهاجمة العثمانيين عند الصالحيه عندما علم بتوغلهم فب الأراضي المصريه ولكنهم رفضوا معتقدين أن الخندق الذي حفروه كفيل بحمايتهم، ولكنه لم يغن عنهم شيئا فقد تحاشتهم قوات العثمانيين عندما علموا بتحصنهم في الريدانية وتوغلوا في طريقهم الي القاهرة، فلحق بهم طومان باي وفي يوم 22 يناير سنة 1517م إلتحم الجيشان ولم تكد المعركة تبدأ حتي كرَت ثله من فرسان المماليك المدججين بالسلاح بالكامل عل قلب القوات العثمانية وأبدوا شجاعه كبيره ولكن بلا فائده حيث أنتصرت المدافع العثمانية، وأنتصر السلطان سليم الأول وإستعد لدخول القاهرة، وفي يوم 23 يناير 1517م دخل السلطان سليم الأول القاهرة في موكب حافل رافعين رايات الدولة العثمانية.
ولكن لم ينته الأمر بذلك حيث قاد طومان باي بعض المناوشات واستمرت مقاومته أربع أيام حتي لجأ جنود العثمانيين الي البنادق وانتصر العثمانيين، وفر طومان باي ولكن أحد مشايخ البدو الذين لجأ اليهم وشوا به الي السلطان سليم وقبض عليه وأعدم شنقا في 13 ابريل 1517م ودفن في القبر الذي أعدة الغوري لنفسه وسقطت دولة المماليك و الخلافة العباسية وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
ولكن لم ينته الأمر بذلك حيث قاد طومان باي بعض المناوشات واستمرت مقاومته أربع أيام حتي لجأ جنود العثمانيين الي البنادق وانتصر العثمانيين، وفر طومان باي ولكن أحد مشايخ البدو الذين لجأ اليهم وشوا به الي السلطان سليم وقبض عليه وأعدم شنقا في 13 ابريل 1517م ودفن في القبر الذي أعدة الغوري لنفسه وسقطت دولة المماليك و الخلافة العباسية وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
وفاتة:
توفي السلطان سليم يوم 22 سبتمبر من عام 1520م بعدما أصيب بمرض عضال يقال انه لشدة تعرضه للجثث في ساحات المعارك واستنشاق روائح الأجساد المتحللة وقيل ايضا انه مرض جلدي يشبه ( سرطان الجلد ) نتيجة سيره في الصحراء لكثرة المغازي والفتوحات وأخفي طبيبه الخاص خبر وفاته ولم يخبر الا الوزراء الذين قرروا إخفاء الخبر لحين قدوم ابنه "سليمان" من إقليم "صاروخان" خوفا من ان يثور الإنكشارية وهي عادتهم عند تولي كل سلطان.
و وقد دفن السلطان سليم على أحد مرتفعات المدينة، حيث كان يبني مسجدا يحمل اسمه، وأمر السلطان سليمان ببناء مدرسة وعمارة لإطعام الفقراء صدقة علي روح والده.
فرحمة الله على السلطان سليم الأول
انتهى،،،
انتهى،،،